الندوة العلمية لمهرجان ملحونيات آزمور السبت 7 شتنبر 2024 بدار الملحون بآزمور
تخصص ملحونيات ندوتها العلمية بالمناسبة لمناقشة قضية آنية من خلال سؤال محوري: ماذا بعد هذا الاعتراف الأممي بتراث الملحون كتراث لامادي للإنسانية؟
وطرح هذا السؤال يرمي إلى تحقيق مقاصد ثلاثة رئيسة هي: التوثيق، والتعريف، والإشعاع من خلال ثلاثة مداخل محورية
المحور الأول
دَرْسُ شعر الملحون بالجامعة المغربية؛ والذي سيمكنُ من توجيه البحث العلمي لدراسة هذا التراث المغربي وسبر أغواره وإيلاء المتن الشعري الملحوني وشعرائه المكانة الحقيقية ضمن فسيفساء الإبداع الشعري المغربي وتجلياته وأبعاده الإنسانية.
المحور الثاني
إحياء مراكز الملحون بالمغرب، والتي احتضنت شعراء الملحون ومنشديه وهواته وطقوسَ قول الشعر وإنشاده وتداوله وتعلمه واستمراره؛ وذلك من خلال التأسيس ودعم مهرجانات وملتقيات هادفة ورصينة وشفافة ويمكن تحقيقه بشراكة بين “وزارة الشباب والثقافة والتواصل” والمؤسسات المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني المختصة، الهدف الأساسي منه تثمين تراث الملحون وترسيخه بوصفه فاعلا هوياتيا في حياة المجتمع.
المحور الثالث
التوثيق الشعري والنغمي من خلال:
طبع دواوين شعراء الملحون، وهو محور تأكيدي للعمل الجبار الذي تقوم به أكاديمية المملكة المغربية، والذي يعد مرجعا ضروريا لتفعيل باقي المحاور وتنشيط عملها، كما يعتبر تحقيقا لذاكرة شعر الملحون وصونا لها من الضياع والتزوير. لذلك يعتبر الاستمرار في إصدار الدواوين ضرورة ملحة لاستكمال صورة ومعالم تراثنا الشعري المغربي.
إصدار “سلسلة أنطولوجيا الملحون”، والتي بالحديث عنها نفكر تلقائيا في كلية تلك البنية التي حددت وجود هذا المنتَج الزاخر بالإبداع الشعري والإنشادي والموسيقي والطقوسي الاحتفالي داخل المجتمع المغربي؛ مع ما يصاحب ذلك من مكونات علائقية ترتبط بالآلات الموسيقية والألبسة وصناعاتها وتأثيث الجلسات والنزهات وما يرتبط بها من أعراف قول الشعر وإنشاد القصائد وتربية المريدين على مشيخة “الشجية” ومشيخة “الكريحة”.
هكذا تستشرف ملحونيات مرحلة ما بعد الاعتراف الأممي، وهو أمر لا يتحقق إلا بتكاثف الجهود بين كل المؤسسات ووضع استراتيجية وطنية لحماية تراث الملحون وصونه.